المشروع يهدف إلى تطوير المساحات العامة في جميع ولايات وقرى محافظة شمال الباطنة بشكل يعطي الناس الشعور بالانتماء والأريحية ويقدم لهم فرصة الازدهار إلى أقصى إمكانياتهم الداخلية، بحيث نحول الساحات العامة إلى أماكن يرغب الناس بزيارتها بشكل مستمر وقضاء أوقاتهم وممارسة أنشطتهم المختلفة، ونقصد بالمساحات العامة : الأراضي المفتوحة والتي يمكن للجمهور والناس الوصول إليها سوآءا كانت مساحات مفتوحة داخل القرى والأحياء أو المنتزهات ضمن المخططات السكنية أو الحدائق العامة أو مناطق الأودية أو المناطق الجبلية أو الأنفاق تحت الجسور أو الشواطئ البحرية وغيرها. تعتمد فكرة المشروع على الشراكة المجتمعية التي تهدف إلى تحقيق التكامل وتعزيز التنمية المستدامة بالمحافظة، حيث تعتمد على التفاعل والعمل بين 3 مكونات أساسية وهي الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني(الناس). يرتكز المشروع على عدة محاور رئيسية نستعرضهم فيما يلي: *المرونة في التنفيذ: بحيث تخطط وتصمم المساحات بدون كلفة باهضه وتلبي احتياجات الناس بأقل تكلفة، دون الحاجة إلى عقد لجان وخطط طويلة المدى للتنفيذ، وذلك بالاعتماد على المصادر المتاحة من أموال وأدوات (أثاث / خردة /أنابيب /براميل /إطارات قديمة...الخ) وإعادة تدويرها واستخدامها بأشكال إبداعية مبتكرة كتزيينها بالأصباغ والألوان والتشجير. *التكامل والتعاون بين أفراد المجتمع: التعاون بين كل أفراد المجتمع وتحقيق شراكة مجتمعية حقيقية، وذلك بتضامن كل أطياف المجتمع في نجاح المشروع بداية من القطاع العام والقطاع الخاص وانتهاءً بأفراد المجتمع من فنانين ورسامين ومصممين ونحاتين ومهندسين وكهربائيين وباحثين عن عمل وغيرهم من ابناء المحافظة. *مراعاة طبيعة الطقس والمناخ: تشجير المساحات العامة وتوفير مظلات الأشجار المدمجة وتوفير مساحات خضراء واسعة، وزراعة أشجار الظل التي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء مثل شجرة البلوط وشجرة السنديان ويمكن للبلدية توفير شتلات أشجار الظل مجانا وتوزيعها على الأهالي لزرعها في القرى لتلطيف الأجواء وتحسين المظهر العام، كما يمكن لأصحاب المشاتل الزراعية المبادرة بتوزيع شتلات الأشجار مجانا للأهالي لتعزيز المساحات الخضراء، ومن أشجار الزينة المناسبة للبيئة العمانية والتي تتحمل درجات الحرارة العالية والتي يمكن لنا استيرادها من الخارج شجرة الجاكراندا والتي تعتبر من أجمل الأشجار المزهرة في العالم حيث تكتسي باللون البنفسجي الزاهي بالإضافة إلى رائحة خشبها العطرية المميزة فهي ذات قيمة جمالية مميزة بأزهارها البنفسجية لتزيين الأماكن العامة وسريعة النمو حيث تزهر في فصل الصيف وبداية فصل الربيع وتتناسب بشكل كبير مع ظروف المناخ بالسلطنة ، أيضا تلطيف الجو عن طريق أعمدة الضباب الصناعي وأجهزة رذاذ الماء لتلطيف الأجواء وتبريد الهواء، بالإضافة إلى توفير نوافير المياه الملونة والتي تنبثق من سطح الأرض للأعلى ويستطيع الزوار لمس المياه والاستمتاع بالتفاعل معها كما تعطي نوع من الحياة و الانتعاش للمكان، طلاء أرضية الساحات وواجهاتها باللون الأبيض حيث تشير الدراسات أن الطلاء الأبيض يمكن أن يعكس 85% من أشعة الشمس ويساعد أيضا في عكس الأشعة فوق البنفسجية وهو ما يساعد في تقليل درجات الحرارة بشكل عام. *تعزيز الفن الجداري: هناك العديد من المواقع على طرقات الولايات والقرى بالمحافظة وجدران الأنفاق والجبال المطلة على الأودية التي من الممكن أن تتحول إلى جداريات ولوحات فنية لتخرج الأفكار الفنية من ضيق المراسم إلى رحابة الشوارع، والجداريات هي عبارة عن رسوم ولوحات فنية تعبر عن التراث والطبيعة ويتم من خلالها مزج العديد من المدارس الفنية الواقعية والرمزية والتجريدية لخلق صورة جمالية تخطها أيدي الفنانين من أبناء المحافظة، كما أن هذه الجداريات ممكن أن تصبح علامة فنية وسياحية تجذب أهالي المنطقة والسواح وهم يمرون ويتجولون بين طرقات المساحات العامة في ولايات المحافظة وتساعد في خلق بيئة جمالية خارجية يمكن أن تضيف قيمة فنية وسياحية للمكان. *خلق حركة في المساحات المفتوحة: تبني كل الفرص التي من شأنها أن تخلق حركة في المساحات المفتوحة، توفير مساحات للدراجات الهوائية ومساحات للتزلج والمشي والركض أو ممارسة الألعاب المتنوعة، وذلك لربط المشاعر الإيجابية الناتجة من الحركة بالتواجد في الساحات العامة المفتوحة. *تحقيق الراحة لمرتادي الأماكن: توفير مقاعد مريحة وبسيطة للجلوس بين ظلال الأشجار ورذاذ المياه الملطف للأجواء، مما سيجذب زوار آخرين لمشاركة المكان للاستمتاع والاستفادة من امكانياته، توافر الشعور بالأمان فكلما زاد عدد زوار المساحات المفتوحة شعر الناس بالألفة والمؤانسة، وتستطيع قياس مستوى الراحة والأمان في الأماكن العامة بمستوى عدد النساء الذي يرتاد المكان، فكلما كان عدد النساء أكثر من الرجال ، دلَ ذلك على أن المكان آمن ومريح، ومثال ذلك في حديقة اليوبيل الفضي بولاية صحار عندما تم إزالة جدران الحديقة وجعلها مفتوحة من جميع الاتجاهات عندها فقط تضاعفت نسبة الزوار للحديقة حيث أصبحت أكثر ألفة وأمانا لمرتاديها، توفير الأطعمة اللذيذة والمشروبات المتنوعة؛ سواءً عن طريق المطاعم أو عربات الطعام أو الأسر المنتجة أو الباعة المتجولين. *خلق تجارب تحويلية في الأماكن العامة: وذلك بإشراك الأنشطة الفنية المختلفة مثل الرسم الحي، أو سرد القصص، أو النحت، أو عزف الموسيقى ،أو الغناء أو إلقاء الشعر أو التمثيل وغيرها، حيث تساعد الفنون التحويلية التي يتشاركها مجموعة من الأفراد في الساحات العامة في خلق تجربة إبداعية مصحوبة بمشاعر فريدة ممكن أن تغير مستوى الوعي والإدراك لدى الناس، مما يحول الساحات العامة إلى منتدى مفتوح للتعبير والتفاعل البشري البناء. *المساحات الشاطئية المفتوحة: استغلال المساحات الشاطئية الواسعة على امتداد سواحل المحافظة وتهيئتها بالبنية التحتية والمرافق الخدمية والترفيهية المناسبة وخاصة مع دخول فصل الصيف الذي يعتبر الوقت الأمثل لتوافد العائلات للبحر هرباً من ارتفاع درجات الحرارة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة العمل التكاملي (القطاع العام/القطاع الخاص/الأفراد) في عملية تطوير المساحات الشاطئية والتي سوف ترتكز على عملية جذب رجال الأعمال والاستثمارات لتنويع المنتج السياحي؛ مع مراعاة خصوصية العائلات وفئات المجتمع الأخرى في عملية التطوير. وهنا نستعرض أهم الأفكار التطويرية التي ممكن تنفيذها على امتداد المساحات الشاطئية للمحافظة: *إنارة الشواطئ وتجهيز ممرات لممارسة رياضة المشي والدراجات الهوائية. *زراعة مسطحات خضراء. *زراعة أشجار القرم (المانجروف) فهي تنمو في الماء المالح ومفيدة لمشكلة تآكل الشاطئ في شمال الباطنة كما أنها تعد بيئة جاذبة جدا للطيور المهاجرة التي بدورها تجذب السواح. *إنشاء ألعاب مائية متنوعة وملاعب لكرة الطائرة الشاطئية وغيرها من الأنشطة الترفيهية (كالتخييم / الغوص / الصيد/ قوارب الكاياك.. الخ). *توفير مظلات وكراسي شاطئية. *توفير أكشاك بتصاميم جذابة لبيع الأطعمة المتنوعة والأكلات الشعبية مما يخلق فرص للأسر المنتجة وأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة. *توفير كشك للتصوير( (photo booth مع خلفية شاطئ بحر مميزة ومجهز بجميع المعدات من الديكورات المبتكرة والتصوير الاحترافي ومعدات الطباعة وخدمة الزوار. *توفير محلات لبيع معدات الصيد وغيرها من الكماليات التي تخدم الزوار. *توفير أماكن مؤهلة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من مرتادي الشواطئ. نحن نؤمن من خلال هذا المشروع أن لدينا بالفعل كل ما نحتاجه لنخلق تجربة سحرية مميزة لأي مكان عام بالمحافظة، فقط علينا أن نبصر الفرص في كل زاوية وكل ولاية، وكل مكان مفتوح وشاطئ بحري ممتد يولد أفكار جديدة لنا ويمثل مشروع قابل للتنفيذ والكثير من الإمكانيات الغير محدودة مثل إقامة ورش عمل ومساحات للأداء الفني والرياضي والمسرحي ومناطق عرض مفتوحة تستقطب الناس للدعم والتفاعل والتشجيع، لأن الناس في نهاية المطاف سوف يجتمعون في تلك الأماكن المفتوحة والمهيئة والتي تمنحهم تجربة فريدة وآمنة وتوفر لهم كل سبل الترفيه والمتعة.
التحديات التي ممكن أن يواجها المشروع: - البنية التحتية القائمة: يتطلب تطوير المساحات العامة التحديث والصيانة للبنية التحتية القائمة وتطويرها لتلبية متطلبات المجتمع المتغيرة. التمويل: البحث عن التمويل والدعم من القطاع الخاص والعمل على جلب الاستثمارات المحلية والخارجية وإدارتها بشكل فعال. التسويق والترويج للمشروع: مشروع تطوير المساحات العامة المفتوحة بالمحافظة هو مشروع خدمي في نهاية المطاف ولذلك قد يواجه تحدي التسويق للخدمات والذي يتمحور حول كيفية تسويق الخدمة أو القيمة أو الفائدة التي سيحصل عليها العميل دون أن يمتلكها فعليا. مصادر الطاقة (الكهرباء): ارتفاع معدل استهلاك الطاقة الكهربائية في الإنارة ، والحل هو الاستفادة من مصادر البيئة المختلفة وتسخيرها لتوليد الطاقة مثل استخدام نظام الألواح الشمسية لحفظ وتوليد الطاقة أو الاستعانة بتوربينات الهواء المخصصة لتوليد الكهرباء. ملوحة التربة: توصلت نتائج الدراسات في محافظة شمال الباطنة الى ارتفاع مساحة المياه عالية الملوحة في بعض الولايات وتدهور نوعية المياه الجوفية بالإضافة إلى مشكلة تملح التربة مما يؤثر سلبيا على نمو الأشجار والنباتات، وممكن القيام ببعض الخطوات العملية للحد أو التقليل من هذه المشكلة مثل: استخدام طرق الرشح في التربة المالحة أو إضافة مادة الجبس (كبريتات الكالسيوم) إلى التربة المالحة وذلك لتخفيف نسبة مادة الصوديوم فيها أو استخدام نظام الري بواسطة المياه المعالجة من الصرف الصحي. التشريعات والقوانين القائمة: بعض التشريعات والقوانين القائمة تحد من عملية تطوير المساحات العامة المفتوحة، مثل منع التشجير أمام المنازل وغيرها من التشريعات وقوانين البلدية التي لا تتوافق مع خطة التطوير. عدم الالتزام بالتعليمات الأمنية: قد تصدر من بعض الأفراد سلوكيات مخالفة للتعليمات والتي من شأنها العبث والتخريب بالممتلكات العامة. النمو غير المنظم للأشجار: يمكن أن تسبب الأشجار بمشاكل إذا كان نموها غير منظم، مما يتسبب بمشاكل مع الكابلات الكهربائية والأنابيب الأرضية والبنية التحتية الأخرى. انخفاض الوعي وقلة التواصل مع الجمهور: مشروع تطوير الأماكن العامة المفتوحة مشروع يقوم على الناس وللناس ولذلك يجب تنمية وعي الفرد بأهمية المشروع والفائدة التي تعود عليه منه، ليستطيع بذلك أن يكون عنصر فعال ومشارك في عملية التطوير.
*تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات الخارجية والمشاريع المتنوعة. *تنشيط السياحة الداخلية والخارجية. *خلق فرص عمل متجددة: تنفيذ المشروع سيكون بمثابة نافذة لفرص عمل غير محدودة ومتنوعة لأبناء المحافظة والباحثين عن عمل وللأسر المنتجة. تحسين الصحة العامة للناس: لأن المساحات العامة الخضراء تشجع الناس على ممارسة الأنشطة البدنية مثل رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية وغيرها. *تحقيق التوازن البيئي وتطبيق الممارسات الصديقة للبيئة. *تحويل المناطق المهملة والمواقع غير المستثمرة إلى بيئات ومساحات خضراء جاذبة للزوار والسياحة وللاستثمارات. *تعزيز المواطنة والشعور بالانتماء وذلك بإقامة الاحتفالات الشعبية والمناسبات العامة والوطنية ومظاهر الفرح في الساحات العامة المفتوحة. *تعزيز التوجه العالمي للحفاظ على بيئة مستدامة ومباني خضراء. *تحقيق التكامل المجتمعي: من خلال مشاركة المساحات العامة المفتوحة وزيادة القدرة الاجتماعية وتحقيق الألفة والمؤانسة بين أفراد المجتمع. *دعم الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية والفعاليات المختلفة من خلال المساحات العامة. *تعزيز سلوكيات الفرد الإيجابية للمحافظة على بيئة مستدامة. *تحسين جودة الحياة للأجيال القادمة على المدى البعيد.